«دوائر الرصاص» التي أطلقها مشروع التقسيم الجديد في محافظات الصعيد

الدوائر الجديدة تعزز فرص تيارات الإسلام السياسي في أسوان.. وتمنح الهوارة الغلبة في محافظة قنا.. وتجبر عائلات السلاح علي المواجهة في سوهاج.. وتمهد لصراع ديني في أسيوط والمنيا

كانت الانتخابات البرلمانية هي الفخ الذي نصبه النظام السابق لمن يسعي إلي المشاركة في اللعبة السياسية، ويبدو أننا أمام نظام جديد يسعي إلي نصب فخ أكبر لمن يخوض الانتخابات المقبلة.. فخ يحمل اسم مشروع تقسيم الدوائر الانتخابية، الذي يرسم خريطة جديدة للصراع، ويجعل من اصوات الناخبين طلقات رصاص تقتل الديمقراطية، خاصة في محافظات الصعيد التي يفرض عليها التقسيم الجديد مواجهة غير محسوبة في العديد من الدوائر بين كتل تصويتية دينية وقبلية.. تاريخها يؤكد أنها لا تقبل بالخروج السلمي من لعبة الكراسي البرلمانية.
اعتادت محافظة أسوان علي الخروج من موسم الانتخابات دون خسائر في الارواح، لكن التقسيم الجديد لدوائرها يفسره الكثيرون بأنه محاولة لتعزيز فرص تيارات الإسلام السياسي في الفوز بمقعدين برلمانيين علي الأقل وهو ما كان صعبا في ظل التقسيم السابق، لذا يتوقعون مواجهة -مهما كانت بساطتها- فإنها ستؤثر علي المحافظة، لأنها تعيش علي السياحة.
إذا كانت احتمالات المواجهة المسلحة بعيدة عن محافظة أسوان فإن فرص الصراع الدامي تتزايد في

محافظة "قنا"، المعروفة بتعدد حوادثها الانتخابية بين العرب والهوارة في مناطق شمال المحافظة، والعرب والأشراف في مناطق الوسط بمدينتي قفط وقنا، إلا أن التقسيم الجديد وضع أصحاب العصبيات الثلاث في دائرة واحدة هي الدائرة الأولي وهو ما يعزز فرص العرب، وينذر بانفجار يقوده الهوارة في الدوائر الأخري، ولن ينجو من المذبحة سوي الدائرة الثالثة التي تقتصر علي نجع حمادي بحكم أنها بعيدة عن القبلية وأغلب سكانها جاءوا من خارج المحافظة للعمل في مجمع الألومنيوم.. النزاعات الانتخابية في محافظة الأقصر أقل حدة بحكم نشاطها السياحي، وإن كانت احتمالات المواجهة قائمة بعد أن وضع التقسيم الجديد بعضًا من عائلات القرنة، التي حققت ثراءً غير عادي من أنشطة تهريب الآثار في مواجهة مع عائلات قناوية، متمثلة في مركز أرمنت وأسنا. وتتزايد احتمالات المواجهة المسلحة في محافظة سوهاج التي تعرضت دوائرها الانتخابية لعملية تشويه، تنذر بكارثة، فدمج مركزي أخميم وساقلته في الدائرة الثانية، لا يعني سوي صراع مسلح بين بين عائلات المركزين المعروفين بالعصبية الشديدة مع توافر الأسلحة لكليهما بشكل كبير، كما أن دمج مركزي جهينة والمراغة في الدائرة الرابعة هو محاولة لتصدير العنف القبلي من المركز الأول إلي الثاني، خاصة أن جهينة هي مركز العنف، وكانت وزارة الداخلية تواجه صعوبة في السيطرة علي معاركها الانتخابية، والمدهش هو دمج مركز وقسم جرجا في الدائرة الخامسة، بعد الأحداث التي نشبت فيها الشهر الماضي، وعز من سخونتها تدخل برلمانيين سابقين لينتهي الأمر بسقوط ثلاثة قتلي يعني أن الانتخابات المقبلة ستكون موسمًا للموت، تحت لافتات المرشحين، خاصة مع تحفز أبناء القري ضد أبناء المدينة، والسيناريو ذاته سوف يتكرر بين أبناء مركزي المنشأة والعسيرات، ومركزي البلينا ودار السلام، خاصة مع سوابقهما في الحوادث الطائفية.أما أقل الدوائر عنفا فهي الدائرة الثالثة التي تضم مركزي طما وطهطا، لأنهما اعتادا علي المشاجرة وقت إعلان النتائج فقط.
الصراع في محافظة أسيوط يأخذ منحي دينيًا في بعض الدوائر خاصة أن التقسيم الجديد فرض واقعًا جديدًا علي المرشحين، وجاء ضم مركز القوصية الذي اعتاد علي تمثيله مرشح قبطي، ومركز منفلوط الذي تسيطر عليه التيارات الإسلامية، ليجعل من الدين سلاحًا يزيد من سخونة المعارك الانتخابية، السيناريو ذاته مرشح للتكرار في الدائرة الرابعة، التي تضم مركز البداري المعروف بأنه أهم بؤر بيع السلاح في الصعيد، واغلب سكانه مسلمون إلي مركز ابنوب، الذي يضم غالبية قبطية، منها عائلات سبق لها استخدام السلاح في مواجهات طائفية، أما الصراع المحتمل في الدائرة الخامسة فهو يخص عادات الثأر، التي تفرض خصومة بين عائلات مركز الغنايم مع عائلات مركز أبو تيج.
الصراع الطائفي في الانتخابات يخيم ايضا علي محافظة المنيا، خاصة أنها كانت منطقة نشاط مهمة للجماعات الإسلامية المسلحة، في المقابل يحرص أقباطها علي اقتناء السلاح، تحسبا لمواجهات متوقعة في الانتخابات المقبلة، وقد بدأت تلك المواجهات في الفترة الماضية مع حوادث اختطاف فتيات مسيحيات من عصابات روجت لتلك الوقائع علي أنها حوادث فتنة، وقد وفر التقسيم الجديد لدوائر المحافظة الأجواء الملائمة لتعزيز هذا الصراع، بضم مركزي ملوي ودير مواس في دائرة واحدة، والأول يضم عائلات النفوذ القبطية، والثاني لعائلات مسلمة شديدة العصبية لأبناء ديانتهم، بينما تم ضم قسم شرطة ملوي إلي مركز أبوقرقاص في دائرة أخري، والدائرة الأخطر تضم مركزي شرطة بني مزار ومطاي وهما موطن الجماعات الإسلامية، وسط كتلة مسيحية ليست قليلة في العدد والتسليح، وهو ما يمنح التيارات الدينية فرصة إشعال هذه الدوائر في حال عدم خروج النتائج علي غير رغبتها.

» دوائر النظام الفردي لمجلس الشعب
» انتخابات الإعادة للفردي فى 8 محافظات الثلاثاء والطعون بقنا تصل لـ32
» حرية الرأي: حق مشروع أم حالة عنف
» دوائر المشاهير فى مجلس الشعب
» دوائر نظام القوائم لمجلس الشعب