مناجم الذهب في وزارة الداخلية

مناجم الذهب في وزارة الداخلية

الكهرباء والنقل والمواصلات وديوان الوزارة في المقدمة بسبب مكافآت مكتب الوزير

كانت وزارة الداخلية هي القلعة التي يحتمي خلفها النظام ويحتفظ داخلها بخزائن أسراره وجرائمه، ويجمع فيها من يخلصون في خدمته، لكن ليس كل من يدخل هذه القلعة سواء فلكل منهم نصيب من خير السلطة بقدر درجة الرضي التي يحوذها، فوزارة الداخلية مقسمة إلي قطاعات، بعضها يحقق الثراء السريع وأخري تضمن لمن فيها تحقيق ربح معقول بحسب شطارته، أما المغضوب عليهم فلهم أقسام لا تحقق لهم سوي إرضاء رغبتهم في إذلال المستضعفين

في حركة الشرطة الأخيرة التي روجت الداخلية لها باعتبارها حركة تطهير بدأ واضحا أن ما جري هو مكافأة للقتلة وإذلال لمن غضب عليهم النظام السابق، وخير دليل علي ذلك هو نقل وائل الكومي المتهم بقتل ثوار الإسكندرية إلي قطاع شرطة الكهرباء الذي يعتبره العاملون في الوزارة أسرع طريق لتحقيق الثروة بالقانون، وهذه ما عرفته وقت أن تصادف وجودي في مكتب إحدي القيادات الأمنية في مهمة صحفية وقتها دخلت موظفة تعمل في إدارته، وقالت له إن لديها أربع فتيات علي وش جواز وتريد أن تجهزهم بشكل لائق لذا تريد منه أن يسدي لها خدمة بنقلها للعمل في إدارة الكهرباء أو النقل والمواصلات أو ديوان الوزارة، ولم أفهم وقتها سبب إصرارها علي هذه الأماكن

وبعد خروج الموظفة سألت الضابط عن سر تمسكها بالنقل لهذه القطاعات تحديداً فقال لي لأن مكافأتها جيدة

كان واضحاً أنها تفهم ما تطلب جيداً وأن الضابط أيضا يفهم المطلوب وهو ما دفعني بعد خروجي من مكتبه إلي أن أسأل عن هذه الأماكن، خاصة بعدما تلقيت العديد من الردود حول ما كتبته في عدد سابق، أن الضابط وائل الكومي المتهم بقتل المتظاهرين بالإسكندرية تم نقله في الحركة إلي إدارة الكهرباء وأن مرتبه يصل إلي ألف جنيه شهرياً، لكنهم أكدوا أن مرتب ضابط الكهرباء لن يقل عن ألف جنيه شهريا وأمين الشرطة آلاف جنيه لذلك يطلق ضباط الشرطة علي قطاع شرطة الكهرباء اسم الكويت ، لأنهم يحصلون علي مرتباتهم من وزارة الداخلية ووزارة الكهرباء إضافة إلي الحوافز والمكافآت السخية

القطاعات الغنية في وزارة الداخلية لا تقتصر علي الكهرباء فقط وإنما هناك أماكن أخري مليئة بالثروات، لذا فإنه قبيل أي حركة للوزارة يسعي الضباط والأمناء وحتي المجندون عن طريق الوساطة إلي النقل للعمل بهذه الأماكن ومنها الإدارة العامة لشرطة النقل، والمواصلات والتي لايقل مرتب الضابط فيها عن عشرين ألف جنيه شهرياً، أما الأمناء فمنهم من يبني بيتاً من العمل في هذه الإدارة التي تتبع قطاع الأمن الاقتصادي وخاصة الإدارة العامة للمرور، وكل مديرية أمن بها إدارة للمرور خاصة بها وتعد أغني إدارة في المديرية

أما ديوان الوزارة فيعد أعلي مرتبات ومكافآت ومثال علي ذلك ماعلمته من الموظفة التي طلبت النقل من الضابط التي قالت لي إن مرتب الموظف الذي يعمل في نفس إدارتها وبنفس درجتها الوظيفية بديوان الوزارة يحصل علي ضعف مرتبها لأن موظفي الديوان يحصلون علي مرتبات ما يسمي بمكتب الوزير الذي يعامل معاملة مادية متميزة

وطبعا الضباط الذين يعملون في إدارات الديوان فلهم مرتبات أعلي ومكافآت وحوافز أعلي من التي يحصل عليها أقرانهم في القطاعات الأخري لأنهم أيضا تابعون لمكتب الوزير

أما قطاع السياحة فهو المكان الأكثر راحة في العمل ومرتبات مرتفعة فضباط شرطة السياحة في الفنادق يعملون في مكتب داخل الفندق ولديهم تصريح بدخول جميع مطاعم الفندق مجاناً، لذلك يظهر الصراع بين ضباط شرطة السياحة علي الفنادق فمثلا فنادق الخمس والسبع نجوم تختلف في إمكانياتها عمن دونها، وتتدخل الوساطة في النقل لفنادق من نوعية الفورسيزونز ودبيلوميراج القطامية، لأنها أقيم وأعلي مكانة ومميزات عن فنادق وسط المدينة مثلا، وهناك مكافآت الأماكن السياحية مثل المتحف المصري ومعابد الأقصر وأسوان ليصبح دخل ضباط شرطة السياحة في هذه الأماكن يعادل أحيانا ضباط إدارة النقل والمواصلات، غير أن الضباط في فنادق شرم الشيخ والغردقة ونويبع والإسكندرية وغيرها من الأماكن الساحلية يستطيعون أن يحضروا أسرهم للإقامة في الفندق مجاناً في فترات الإجازات وكل هذه المميزات تجعل من شرطة السياحة مكاناً يتطلع إليه ضباط الشرطة

ومباحث التليفونات برمسيس هي الأخري من الأماكن التي تحظي بمرتبات مرتفعة وكذلك شرطة المصنفات الفنية، لأن مباحث التليفونات لهم مكافأت من وزارة الاتصالات ولنا أن نتخيل قيمة فواتير التليفونات في مصر، وذلك رغم أن الجهد الذي يبذله الضباط في هذه الإدارة هو صفر مقارنة بالجهد الذي يبذله ضباط المباحث في أقسام الشرطة أو إدارة مكافحة المخدرات، ويحصلون علي مرتبات هزيلة، فضباط مباحث التليفونات كالموظف يجلس علي مكتب فقط، أما المصنفات الفنية فإن كل حملة تخرج وتعود بشرائط مهربة وغير ذلك يكون لها مكافأة خاصة

وعن ضباط وأمناء المباحث في أقسام الشرطة المختلفة فإن تدني مرتباتهم بالنسبة لحجم الجهد المبذل يجعل لكل منهم بيزنس خاص به، فلا يوجد ضابط مباحث إلا وله مشروع يعمل به بعيدا عن عمله في المباحث، وعلي حد قولهم إن لم يفعلوا فلن يستطيع أن يوفروا حياة كريمة لهم ولأسرهم، وتوجد أقسام غنية أيضا ومعظمها في المناطق الشعبية، مثل قسم البساتين لأن منطقة البساتين بها مكان يسمي شق الثعبان وهي المنطقة الشهيرة بتصنيع وتجارة الرخام، لذلك يشتغل الضباط والأمناء بهذه التجارة، وتكون مصدر رزق شديد السخاء لهم ويكون الضباط ثروة من بيزنس الرخام، وقسم شرطة عابدين الذي يشمل جزءا كبيرا من منطقة وسط البلد فيعمل ضباط المباحث وكذلك الأمناء في بيزنس الملابس والأحذية وتجارة النظارات الطبية التي تنتشر محلاتها في هذه المنطقة ويشارك بعض الضباط أصحاب المحلات سواء وافق التجار علي هذه الشراكة أو رفضوا، وأحيانا يعرض التجار علي الضباط والأمناء الشراكة اتقاء لإزعاجهم، وكذلك الحال في قسم بولاق أبوالعلا الذي يقع في دائرته منطقة وكالة البلح التجارية الشهيرة وقسم الموسكي الذي يضم منطقة العتبة وشارع عبد العزيز لذلك يعمل غالبية ضباطه في تجارة الإلكترونيات والتليفونات المحمولة، وقسم الأزبكية المليء بالأنشطة التجارية فيقول الضباط عنه إن من يذهب إليه قبل أن يمتلك سيارة ففي ظرف سنة يصبح لديه سيارة وشقة

وأيضا قسم شرطة الخليفة المشهورة بتجارة الأخشاب والموبيليا فيعمل أمناء وضباط القسم في هذه التجارة، أما قسم الجمالية فحدث ولا حرج عن بيزنس منطقة الحسين وتجارة الذهب والمقاهي السياحية وتجارة الأقمشة في الأزهر، وقسم الهرم الذي يعمل معظم ضباطه في بيزنس المكاتب السياحية والعقارات لانتشار المقاولات في هذه المنطقة، وكل هذا مقابل أقسام ليس بها أي مجال للبيزنس وهي غالبا بعض أقسام المناطق الراقية مثل الدقي أو مصر الجديدة وغيرهما من الأقسام الأخري، لذلك يفرح الضباط بأقسام المناطق الشعبية التي تضم الأماكن التجارية، وهناك مثال لضابط مباحث استطاع أن يمتلك شقة ويتزوج بعد أن ذهب إلي قسم البساتين رغم أنه كان قد خطب فتاة لمدة ثلاث سنوات، ولم يستطع طوال هذه المدة أن يتزوجها لعدم امتلاكه لشقة ولكن قسم البساتين كان وش السعد عليه

ولكن هناك أقساما تشتهر دوائرها برواج تجارة المخدرات وبها أباطرة التجار مثل قسم شرطة مصر القديمة الذي يضم منطقة الجيارة وعزبة أبوقرن ومنطقة أبوالسعود التي يستوطنها تجار المخدرات وقسم شرطة السيدة زينب الذي يضم منطقة المدبح وقلعة الكبش المعروفين بأنهما موطن عائلات المخدرات الشهيرة، وبعض ضباط وأمناء المباحث يعرف عنهم تحصيل مرتبات شهرية من تجار المخدرات بهذه المناطق حتي لا يلاحقونهم، وهو ما يفسر ظهور علامات الثراء الشديد والسريع علي ضباط وأمناء هذه الأقسام وانتشار وتداول المخدرات في تلك المناطق مع فشل بعض الحملات التي تستهدفهم من إدارة مكافحة المخدرات

نريد جميعاً أن يحصل الضباط علي مرتبات محترمة تمنعهم من الدخول في عالم البيزنس الذي يجب أن يظلوا بعيدين عنه، ونريد للمواطن أن يستعيد إحساسه بالأمن وهذا لن يتحقق إلا بوجود ضباط يدركون أهمية وقيمة مهنتهم، ووزارة داخلية لا تفرق بين العاملين فيها وتطبق معايير واضحة لمراعات من يخدمون الوطن وليس نظامه الحاكم ...

» صور أصغر مصحف محفور على الذهب في دبي
» قنا : يسرق كيلو ونصف من الذهب من قنا ليبيعها بالغردقة
» الدكتور هشام عطا، وكيل وزارة الصحة نقبياً للاطباء بقنا
» عادل لبيب محافظ قنا: يجتمع بوكيل وزارة التربية والتعليم ومديري الادارات التعليمية
» بلطجية يعترفون بالاعتداء علي الداخلية لحساب الفلول بأجر ألف جنيه في اليوم‏