الدكتور : مصطفى الفقى: سوزان فصلتني من القومي للمرأة لأن صوتي ارتفع.. ومبارك عاقبني لأنني قلت إن أمريكا تحترم سوريا ولا تحبها وتحب مصر ولاتحترمها

سوزان فصلتني من القومي للمرأة لأن صوتي ارتفع.. ومبارك عاقبني لأنني قلت إن أمريكا تحترم سوريا ولا تحبها وتحب مصر ولاتحترمها..

· امتدحت محمد حسنين هيكل فمنعت من الكتابة في جريدة «الأهرام» لمدة سنة
· في وقت واحد هاجمني عبدالله كمال ومحمد حسنين هيكل!
· كنت حذراً مع نظام مبارك لأنني كنت خائفا من تلويث سمعتي!
· يجب الرجوع للشخصيات التي لم تغير مواقفها مثل عبدالحليم قنديل وحمدي قنديل وأبوالغار وعلاء الأسواني
· عمرو موسي من حزب أعداء النجاح ولهذا استبعدني! ولايوجد مرشح رئاسي واحد في مصر يحظي بإجماع وطني
الدكتور مصطفي الفقي هو واحد من أكثر الشخصيات المصرية إثارة للجدل وأكثر الذين تترك مواقفهم السياسية قدراً هائلا من الالتباس! ربما يعود السبب لحيرته بين انتمائه للنظام السياسي البائد، ودوره كمثقف وكاتب ومفكر سياسي! الصدام والتضارب والتناقض بين الدورين هو الذي أثار حوله جدلاً واسعا! أما تفسيره لذلك فيقول: إن ذكاء المرء محسوب عليه وأنه كان يعرف أكثر مما ينبغي! لكن مشكلة الدكتور مصطفي الفقي هي تضارب المواقف من النقيض إلي النقيض فهو ينسي عامداً انحيازه المعلن لمبارك، ويقول إنه كان معارضا من داخل النظام! وهو شأنه ككثير من المثقفين يمتلك سلاح التبرير! ولعل أصدق ما قاله في هذا الحوار عن نفسه أنه لم يكن عنتريا مع نظام مبارك وإنما كان حذرا وكان خائفا من تلويث السمعة فالحذر كما يقول طبيعة إنسانية ولسنا هنا بصدد تضارب مواقفه وانحيازه لمبارك بل وقوفه ضد الثورة في أيامها الأولي بدعوي أن «مصر ليست تونس» في اشارة لاستبعاد نجاح الثورة المصرية، وهي اشارة مساندة لمبارك! فتلك قضية أخري ليس مجالها هذا الحوار الذي حل فيه ضيفا علي «صوت الأمة»:

> بالنسبة للأحداث التي دارت مؤخرا في سيناء ومحاولة إسرائيل إلقاء المسئولية كاملة علي مصر في حماية الحدود والعبث في اتفاقية كامب ديفيد ما رؤيتك للمستجدات؟

- ما جري في سيناء أمر مقلق يؤكد ما كنا نتحدث عنه دائما من أطماع إسرائيل في سيناء.. فاسرائيل تريد أن تقول إن مصر غير قادرة علي ضبط الامن في سيناء وتكرر ذلك المرة تلو الأخري كذريعة للمشاركة في حفظ الامن بالمنطقة ثم تصعيد بعد ذلك إلي ماهو أكثر من مطالب.. وإسرائيل ليس لديها مبادئ ولا التزامات.. فهي تفعل ما تري فيه صالحها فقط.

التاريخ يقول ذلك.. وكل الشواهد تؤكد هذا ولايمكن أن نتصور أن إسرائيل معجبة بالثورة المصرية بالعكس هي تريد أن تنتهز فرصة انشغال القوات المسلحة المصرية بالشأن الداخلي لكي تقوم بهذه المناوشات بدعوي أن حركة حماس ترسل بعض العناصر والجماعات إلي سيناء.. وبدلا من أن تتعاون في ضبط هذه المسائل الخارجة عن القانون في داخل حدودها فإنها تتجاوز ذلك وتعبر خط الحدود وتقوم بعمليات عسكرية طال بعضها مدينة رفح المصرية.. فهذا الأمر غير مقبول بكل المعايير ويؤكد ما ذهبنا إليه مرارا من ضرورة تعزيز الوجود العسكري في سيناء والذي لن يتحقق إلا بمراجعة اتفاقية السلام.

> ماذا تقصد بالمراجعة.. هل التعديل أم الحذف أم الالغاء؟

- يحق لكل طرفين في اتفاقية معينة برضاء الطرفين أن يقوم بمراجعة الاتفاقية بإضافة بنود لها وتعديل بعض بنودها فمسألة عدم وجود قوات مصرية في المنطقة الثالثة في سيناء هو أمر يحتاج إلي مراجعة فلا يمكن أن تحمي مصر أمنها القومي بهذا العدد البسيط من ضباط الشرطة مثلما نصت عليه الاتفاقية.. فالامر يحتاج نظرة أعمق علي ضوء المستجدات وهذه المستجدات هي غطرسة وعدوانية إسرائيل والمشكلات مع حماس والاضطرابات في قطاع غزة والعلاقة بين القبائل السيناوية والحكومة المصرية.. فهذا كله يستتبع نظرة جديدة من جانب الطرفين لمراجعة الاتفاقية.

> حماية الحدود مسئولية مصر أم إسرائيل؟

- لكل دولة أن تحمي ما يخصها من حدودها ولكن انت مقلم اظافري وما نعني من تواجد عسكري في المنطقة ثم يطلب مني بعد ذلك القدرة علي ضبط الحدود ثم أنا مش مسئول عن حماية حدود إسرائيل انا لست حارس أمن لإسرائيل.

> الاتفاقية ظلمت من؟

- الاتفاقية بها قدر كبير جدا من الاذعان فالأرض معاك ولكن ليس لديك السيادة الكاملة عليها.. أنت تحوز كل سيناء ولكن ليس لك سيادة كاملة علي كل سيناء.

> تفتكر الائتلافات والاحزاب الداخلية بعد أحداث سيناء المفترض توجهاتها تصبح كيف؟

- كنت أود أن تنصرف كل الاحزاب سواء ليبرالية أو سلفية أو علمانية إلي التركيز علي قضية الأمن القومي لايمكن أن يكون هذا وقت إطلاق مهاترات ومناقشات والصفصطة بغير جدوي فلابد من اتجاه الانظار إلي الامن القومي المصري.. فالمجلس العسكري بدأ ينظر الآن لمهمته الأصلية فما يفعله المجلس الآن مهمة ثانوية ألقاها عليها الرئيس السابق مبارك قبل أن يغادر.. إنما هم لهم أولوية هي حماية الأمن القومي المصري من أعدائه بالخارج قبل أن يتفرغ للداخل.

> البعض ذكر أن ما تفعله إسرائيل في سيناء له علاقة بمحاكمة مبارك؟

- ملف الرئيس السابق أغلق إلي الابد لدي اسرائيل فهي تستنزف من تشاء ولن تبكي عليه.

> الوضع في سوريا باعتبارها مجاورة لاسرائيل هل سيكون لاحداثها تأثير علي ما يحدث في سيناء؟

- طبعا إسرائيل لم تحسم موقفها حتي الآن من قصة الربيع العربي.. فهي لاتعرف هل ستؤدي هذه الثورات إلي صالحها أم لا.. تتصور في البداية مثلا أنها خسرت علاقات قوية مع الرئيس السابق مبارك.. ربما هي ايضا قلقة أن تخسر النظام في سوريا.. لأن نظام سوريا قوي.. يعني لم تطلق رصاصة علي الحدود الاسرائيلية السورية منذ عام 1973.. هذا النظام أيا كانت دعاويه السياسية إلا أنه كان يحترم الوضع مع اسرائيل في هذه الصورة لأمن الجولان وأمن لبنان ولذلك إسرائيل الآن في حالة دراسة لما يجري وتسرع باستغلال الظروف فلقد وجدت الداخل المصري مشغولا في مشكلة ووجدت القوات المسلحة لديها شواغل داخلية بعد ثورة يناير لذلك اتجهت مباشرة إلي القيام بهذه التحرشات التي لاتدخل علي أحد.

سوريا يحيط بها 3 دول غير عربية ايران وتركيا واسرائيل والدول الثلاث صاحبة مصلحة في بقاء النظام ولكن عندما يزيد رد الفعل الشعبي ويزيد حجم الدماء المتبادلة لابد أن تشع إسرائيل بأن لكل شئ نهاية وهناك قاعدة يجب أن ندركها جميعا عندما يزيد حجم الدماء من قبل حاكم أو نظام تجاه شعبه فإن نهايته تقترب وللعلم سوريا طبيعتها مختلفة عن الدول الأخري فهي ليست مصر ولاتونس ولا ليبيا.. سوريا الجيش حزبي وعقائدي ومرتبط بقيادته بشدة لذلك لا أتصور نهاية قريبة للنظام السوري.

> بالنسبة لليبيا؟

- اقتربت النهاية جدا.

> متي ستتخطي مصر تبعات الثورة؟

- مصر تدفع ثمنا غاليا للوضع الذي تمر به الآن وأملي كبير الاجتماع علي كلمة سواء وأن يكون لدينا أمران رؤية للمستقبل وإرادة لتحقيقه، واضح حتي الآن اننا قبلنا أن يكون لكل مواطن رأي.. وهذا أمر لا يستقيم ولايمكن.. ثم ننحي بعض الخبرات بدعوي التعامل مع النظام القديم.. هذا أمر لا نظير له في التاريخ كل من جرم قانونا نحيه.. هذا نظام استمر 30 سنة كل مصر عاشت معاه فكل مصر بهذا المعني سوف تتحول إلي فلول.. هل هذا معني صحيح.. لايجب أن تخسر مصر خبراتها من ابنائها.. أنا جيلي شخصيا يحب أن يبتعد ويرقب المشهد لشباب آخرين لكن عليه أن يقدم النصيحة ويبدي الرأي والتحليل السياسي وعلي الشباب أن يفهم ذلك ويدركه فنحن نتطلع إلي أن تبدأ الانتخابات البرلمانية في موعدها في نوفمبر وأنا أعلم أن هناك مشاكل سوف تحدث فيمن هو معزول أو مسموح له بخوض الانتخابات.. بعدها عملية ترشيحات الاحزاب ثم تبدأ الانتخابات ونرجو أن تختفي البلطجة وشراء الاصوات بالاموال والمؤثرات الدينية علي الانتخابات نرجو انتخابات حقيقة تعكس الواقع المصري حتي يستريح الجميع.. وعندما يجتمع أعضاء البرلمان الجديد تحت القبة سوف لايكون هناك مبرر للاعتصامات.. لأن لديك منبراً للحديث.. المشكلة أن أحمد عز عندما قام بفعلته في 2010 وأقصي كل القوي السياسية الموجودة من البرلمان اتجهت إلي الميدان.. فليس لديها موقع تعبر فيه عن وجهة نظرها.. الاصل في التعبير عن الرأي السياسي في دولة ما هو قاعة البرلمان وهو مركز الصراع بين القوي السياسية المختلفة للوصول إلي ما يريدون.

> هل صحيح أن البرلمان المقبل عمره قصير ولن يطول عن عامين؟

- مصر سوف تدخل في مرحلة اعداد دستور دائم.. ربما يأخذ هذا من الوقت ما يكفي ولانستطيع أن نقول أن البرلمان سيبقي عامين أو ثلاثة أو يكمل مدته بالكامل.. وعندما يصدر إعلان دستوري لايعني هذا أن شرعية البرلمان قد انتهت.

> عقب ثورة يوليو الحكم دام للثوار.. وعقب 25 يناير السلطة انتقلت للشعب ولكن المطالب اختلفت.؟

- المشكلة في هذه الثورة انها اعتمدت في عملية الحشد الجماهيري علي الفيس بوك والنت والوسائل العلمية الحديثة وهي وسائل تحشد الناس لكنها لاتخلق قيادة.. لذلك لديك عشرات الائتلافات لاتستطيع إحصاء قياداتها.. وهناك اسماء معروفة واجهت النظام من قبل تحترمها ولم تغير موقفها من البداية للنهاية من عبدالحليم قنديل وعلاء الاسواني وعبدالجليل مصطفي وحمدي قنديل والدكتور محمد أبوالغار مثل هؤلاء الناس لابد من الرجوع إليهم للتعرف علي طبيعة مستقبل الثورة ويجب أن يثق أبناؤنا في مثل هذه القيادات ليكونوا اداة للتعبير عنهم في هذه المرحلة.. فاذا أردت التحدث مع الثوار فمع من اتحدث.. إذا تحدثت مع صفوت حجازي تجد من يقول نحن ايضا موجودون وهكذا.. وهذا جزء من المشكلة وأنا أريد من الشباب والثورة أن يكونوا جزءا من الحل وليس المشكلة.

> تعتقد من الافضل في المرشحين الموجودين؟

- لايوجد بينهم شخص به كل المزايا.. عمرو موسي لديه خبرة.. لكن هو من النظام السابق وعاصره وعاش فيه ومضي علي أساليبه وهو جزء من اساليب النظام القديم.. أما البرادعي له شخصية في الثورة ومن آباء الثورة ولكن لايتحرك شعبيا بالقدر الكافي فلا يعرفه ابناء القري والمراكز الصغيرة وهناك من روج له وكأنه مبعوث اجنبي ومراسل صحفي فالبرادعي ظلم ظلما كبيرا.. والعوا فقيه قانوني رفيع الشأن ومتحدث له كاريزما.. قد تكون له فرص ونفس الامر الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح والمستشار البسطويسي رجل ملائكي النزعة نظيف ونقي وله مريدوه ومحبوه.. وهناك حمدين صباحي الذي يقيم دعواه علي مشكلات الفلاحين والعمال والفقراء ويعيد للاذهان بعض خصائص الفترة الناصرية.. هل سوف نجد علي الساحة شخصا آخر يلقي توافقا شعبيا عاما بحيث يكون مرشحا للرئاسة أم لا هذا هو السؤال المطروح فالآن لا أري اجماعا شعبيا علي شخص معين.

> وبالنسبة للاخوان المسلمين تفتكر لهم مرشح من السابق ذكرهم؟

- أنا سألت المرشد هل استقر رأي الجماعة علي مرشح بعينه قال لم يحدث حتي الآن فنحن نتفحص وندرس ولكن لم نستقر بعد وهو صادق في كلامه فالاخوان لايكذبون خاصة القيادات الكبيرة.

> ماهي أهم أسباب نجاح مرشح رئاسي؟

- أنت لديك كتل تصويتية في مصر علي رأسها الاخوان والصوفيون والسلفيون والمجموعات الليبرالية والمثقفون ومنهم الناصريون واليساريون والوفديون الليبراليون بالإضافة إلي المسيحيين الاقباط.. فالمتحرك من هذه المجموعات هو رئيس مصر القادم.

ولكن المشكلة الآن نحن نري مرشحين ولانري برامج لهم سواء عمرو موسي أو البرادعي أو العوا فأنا لا أريد اشخاصا ولكن اعطني برامجهم.. برامج علمية تخرجنا مثلا من الازمة الاقتصادية أو يرسم لمصر كيفية التعامل عربيا.. رؤيته لعلاقة مصر مع الولايات المتحدة الامريكية.. ماهو موقفه من الصراع العربي الاسرائيلي.. ما هو موقفه من تعمير سيناء.. فهم يريدون شعارات عامة وغامضة أنا أريد برامج تفصيلية وحتي الآن لم يتقدم مرشح واحد ببرنامج علمي مدروس للمستقبل.. كلها شعارات عامة وأفكار عريضة مستهلكة من قبل.

> تفسر ده بإيه؟

- هذا فقر سياسي وفكري علي الساحة حالة خواء.. السعي وراء المناصب دون أن يكون لدي هؤلاء برامج حزبية واضحة ربما تظهر هذه البرامج قبل الترشيح الرسمي.. ولا أريد أن أظلمهم لكنهم حتي الآن مرشحون محتملون لم نر ما يعطي روشتة لعلاج مصر حتي الآن يكفي أن أقول لك مشروع محاربة العشوائيات قام به فنان محترم هو محمد صبحي يتحدث عن المليار جنيه للقضاء علي العشوائية وجمع مبلغا ويتحرك مثلما فعلت أم كلثوم بعد حرب 67 فهل رأيت مرشحا للرئاسة تبني مشروعا وبدأ التحرك فيه ومن خلال هذا المشروع الترشح لمنصب الرئيس وليس العكس.. للاسف هم يمضون علي طريق ما قبل 25 يناير.. لابد أن يكون هناك شئ مختلف.. قدم لي برامج واضحة وحارب من أجلها.. إنما تقعد في التكييف وتحكيلي قصص!! لذلك وصل عدد المرشحين إلي 30 شخصا.. وبعضهم داخل مدعاة للشهرة ولقب مرشح سابق للرئاسة .. حتي ولو لم يترشح بالفعل.

> هل تري أن تطبيق قانون الغدر سوف يحل مشاكل سياسة كبيرة؟

- بالطبع لابد من استبعاد العناصر التي افسدت الحياة السياسية في مصر بمعايير محددة علي رأسها احكام القضاء.. فمن صدر ضده حكم قضائي بتزوير الانتخابات يستبعد.. فالقضاء هو المرجع وتقارير محكمة النقض في هذا ثم الجهاز المالي والإداري وجهات التحقيق بالأموال العامة.

> وماذا عن الأقباط؟

- الاقباط عندما قامت الثورة سعدوا بها وشاركوا فيها كشعب .. ففي هذا التجمع المليوني لم تحدث مصادمة طائفية واحدة.. أو تحرش جنسي واحد هذا في البداية أما الكنيسة ربما كان لديها تعاطف مع النظام السابق في البداية لاسباب إنسانية إلي أن ظهرت أحداث صول بأطفيح وإمبابة وبدأنا نكتشف الجزء السيئ فيما بعد الثورة من أحداث طائفية هنا بدأ القلق.. عندما صعدت بعض الدعاوي للتيارات الدينية وظهرت بعض تصريحات السلفيين المقلقة انزعج الاقباط بشدة ومعدلات السفر منهم إلي الخارج الآن غير مسبوقة..والارقام معلومة لدي السفارات الامريكية والكندية والسفر مؤقت لمدة سنتين أو ثلاث حتي تهدأ الامور.

> ما يقلق الاقباط؟

- تصريحات الاسلاميين المقلقة وتصاعدهم إلي الساحة بقوة.

> كنت في مناقشة دكتوراة الاسابيع الماضية حول الاقباط جاء فيها أنه لهشاشة الدولة استقرت الكنيسة؟

- الدولة غير معنية بتطبيق مبدأ المواطنة وتطبيق القانون الحقيقي فكل ذهب لمأواه.. يعتصم المسلمون بالازهر والأقباط بالكنيسة بينما الاصل أن يعتصم الجميع بالبرلمان أو بالقضاء العالي أو القصر الجمهوري.

> لكن العشر سنوات الماضية لم يكن هناك اعتصامات بالأزهر؟

- الاقباط لم يجدوا ملاذا في مرحلة معينة فمن الطبيعي أن يأووا لآبائهم بالكنيسة أما بعد الثورة فالاقباط يتجمعون أمام ماسبيرو وهذا التحول بتاع الثورة.. فهناك شعور وطني عام ولاننسي أن ميدان التحرير قدم من 15 إلي 20 شهيدا قبطيا ولايمكن أن أقول أن الاقباط لم يرحبوا بثورة 25 يناير.. ولكن لابد أن يتغير نهج الدولة مع الاقباط عما كان فيما قبل 25 يناير يعني لايجوز أن يتم الاعتداء علي الكنيسة وتعقد جلسة عرفية او نقطع اذن واحد وتتم المصالحة.. لابد من القانون وتغليظ العقوبات في الجرائم الطائفية.. وإعادة النظر في أوضاعهم في رئاسة الجامعات وفي عمادة الكليات لابد من معاملتهم معاملة المواطن درجة أولي.. اعطوهم مناصب حتي بما يقارب نسبتهم في السكان لكن هم ياخدوا زيرو.. والبابا شنودة ذكر كلمة مهمة جدا هي «لايوجد اضطهاد او تحيز ولكن هناك تهميشا من الدولة.

> بالنسبة لوضع مصرعربيا كيف تراه في الفترة المقبلة؟

- العرب منقسمون تجاه الثورة المصرية وكل الثورات العربية فهناك دول تخشي عدوي الثورة.

> ماذا عن وضع مصر عربيا؟

- يجب أن يختلف عما سبق فلا يمكن ابدا أن تسمح مصر لايران أن تكون المتحدث باسم الشرق الاوسط أو تسمح لتركيا أن يمتد دورها علي حساب الدور المصري.. قضية الدور ليس معطاة ناصرية كما يتوهم البعض وليست الحرب في اليمن أن لك كلمة في مشكلات المنطقة والا لن يكون لك أي دور وأنا كتبت في عز النظام السابق أن الرئيس مبارك لايهتم بالدور الاقليمي وصدرت عنوانا لصحيفة البديل للمرحوم محمد السيد سعيد.

> ألم يتصل بك أحد من الرئاسة؟

- كنت وقتها في سوريا وكلمني زكريا عزمي وسليمان عواد وتهديدات مباشرة «انت مش عاوز تتلم بقي وانت خارج عن الطوع» الغريب أنني جاءت علي لحظة يهاجمني فيها محمد حسنين هيكل وعبدالله كمال في وقت واحد عندما قلت انني اري أن من سيحكم مصر لابد أن يحظي بالرضا الامريكي والقبول الاسرائيلي وكنت اتكلم عن التوريث وأصف المشهد الذي آراه.. كنت أري ان هناك تساهلا مع الولايات المتحدة الامريكية ومحاولة في تفادي أي درجة من المواجهة مع إسرائيل علي نحو اشعرني أن هناك شيئا ما فلا يمكن أن تفعل ذلك إلا إذا كنت تطلب الرضا والسماح وطلب مني في 2004 أن اذهب لاسرائيل لحضور العيد الـ25 لاتفاقية السلام ومرة امتدحت هيكل في بعض مقالاتي فمنعت من الكتابة في الاهرام لمدة عام كامل وكانت تعليمات من الرئيس شخصيا.. وجري علي هجوم في أحد الصحف الحكومية بالصفحة الأولي ببذاءة ليس لها نظير.. عبارات يعاقب عليها القانون وأبلغت النائب العام.. ومازال البلاغ أمام النيابة حتي الآن..وهذا المقال كان بتحريض مباشر من مؤسسة الرئاسة.. وكنت اشعر بأن هناك حالة انبطاح دولي وإقليمي وأنا لا اري مبررا حتي الآن، لماذا لانقيم علاقات دبلوماسية مع إيران.. السعودية علاقتها وثيقة بإيران والامارات صاحبة قرار الاحتجاج علي الثلاث جزر لها علاقات وطيدة مع طهران.. من الذي يسمح لايران أن تنفرد بالحديث مع الغرب عن مستقبل الشرق الاوسط وأين نحن ونحن دولة كبري في المنطقة.

> لماذا لاتتحدث عن ملف معاناتك داخل قصر الرئاسة؟

- أنا لا أحب الحديث عن هذا.. فالتفسير سيكون خطأ..ولكن سيدة مصر سوزان فصلتني من المجلس القومي للمرأة بسبب ارتفاع صوتي في الحديث مع أحد الاعضاء بسبب مقعد. وذات مرة ألقيت محاضرة في معهد التخطيط وسجلت لي وذهبت للرئيس السابق قلت فيها إن الولايات المتحدة تنظر لسوريا بغير حب ولكن باحترام وتنظر لمصر بحب ولكن من غير احترام .. وهذا حرمني من الترقي في الخارجية ومنعت من منصب سفير في بون في 1993 .

> اقتربت من أكثر من منصب في الخارجية ومنعت لماذا؟

- كان هناك حجر دائم علي .. قال لي الوزير أحمد ابوالغيط أنه عرض علي الرئيس مبارك منذ عام إعداد مصطفي الفقي للترشح لجامعة الدول العربية بإعطائه منصبا وزاريا حتي يكون مؤهلا للعمل كأمين عام لجامعة الدول العربية فاعترض الرئيس بشدة وقال له انت لاتعرف مصطفي الفقي مثلما أنا اعرفه.. وأنا زميل لابوالغيط من زمن طويل بالستينيات.

> ماذا يعلم مبارك عنك ولايعلمه ابوالغيط؟

- أنا لست مواليا له وليس علي خطه وأنا عمري ماكنت «YESMAN» وليس معني هذا اني كنت عنتر شايل سيفه فالحذر ظاهرة انسانية والواحد كان خايف من عملية تلويث السمعة.. فمن يخرج عن الطوع يلقي عليه أي كلام وكنت معرضا لهذا طوال النهار.

> ذكرت في مقالة لك في جريدة المصري اليوم ما تعرضت له في جامعة الدول العربية.. لماذا يفعل عمرو موسي معك كل هذا؟

- لم يكن متحمسا أن احصل علي منصب كبير ربما ليرضي شيئا في نفسه.. كل إنسان عندما يصل إلي منصب يتصور نفسه حالة خاصة وهو الوحيد وأنه ليس كمثله شئ فلا يقبل كفاءات أخري بل يتعمد مطاردتها، هذه ظاهرة مصرية التي تحدث عنها مفيد فوزي بعبارة حزب أعداء النجاح وانا كتبت مقالة بعنوان الاطاحة بالكفاءات وخنق القدرات.. وأي مسئول يصل للمنصب يسفه فيمن سبقه ويقلل من أعماله ولايهتم بمن يصلحه يأتي بعده ويجهزه وهذا نمط فرعوني ليس له مثيل في أي بلد في العالم وأنا واجهت هذا طوال حياتي ودفعت ضريبة ما أعرف وأنا مؤمن بأن ذكاء المرء محسوب عليه وليس له .. فعندما تبدو أن كفاءاتك كثيرة تواجه سهاما كثيرة.

> حضرتك مع الدولة الرئاسية أم البرلمانية؟

- أنا من دعاة الدولة البرلمانية.. لتفتيت الفرعون شبه الفرعون.. يعني بعد العصر الملكي.>

» مصطفى الفقى سكرتير المعلومات الذى كان يوفق بين مبارك ومصر كلها
» Docteur Ibrahim El Fiky - الدكتور إبراهيم الفقى
» أنس الفقى :طفل سوزان مبارك المعجرة الذى اعتبرته ابنها الثالث بعد علاء وجمال
» سوزان مبارك | تهدد أمريكا بكشف: قائمة بأسماء وزراء فى حكومة نظيف تجسسوا لصالح واشنطن أو إنقاذ المخلوع من حبل «المشنقة»
» أعضاء التشكيل النهائي للمجلس القومي لحقوق الإنسان