بعد أكثر من 100 يوم.. ثورة 25 يناير في الميزان!

بعد أكثر من 100 يوم.. ثورة 25 يناير في الميزان!

· سمية: أبرز الإيجابيات..استرداد مصر مكانتها ودورها الإقليمي.
· الصاوي: أبرز السلبيات.. الفوضى وغياب الأمن واستمرار قيادات فاسدة!

يجمع المصريون على أن أبرز إنجازات الثورة التي اندلعت في الخامس والعشرين من يناير 2011م، واستمرت 18 يومًا، تتلخص في "خلع الرئيس السابق حسني مبارك؛ بعد 30 عاما من التشبث في السلطة؛ وذلك في يوم 11 فبراير الماضي، يليه حل البرلمان المزور والذي لا يعبر عن إرادة الشعب؛ بمجلسيه (الشعب والشورى)، وتعيين حكومة تسيير أعمال يحظى رئيسها الدكتور عصام شرف بقبول ودعم الشارع، ثم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وحل الحزب الوطني الحاكم الذي أفسد الحياة السايسية، وتوج ذلك كله بالقبض على رموز وأعوان النظام السابق وعلى رأسهم مبارك.
غير أنهم أيضًا يقرون بأنه "على الرغم من مرور أكثر من 100 يوم على انطلاق الثورة؛ فلا تزال هناك تحديات كثيرة تواجهها، وسلبيات لا تحصى، يتمثل أبرزها في حالة الفوضى المنتشرة، وانعدام الأمن والأمان في الشارع، وحالة الاحتقان الطائفي بين شطري المجتمع المصري، المسلمين والأقباط، والتي تتزايد يومًا عن يوم، وما تكاد تهدأ هنا حتى تندلع هناك، مع استمرار الكثير من قيادات ورموز النظام المخلوع على رأس العديد من مؤسسات وأجهزة الدولة، وفي مقدمتها رؤساء الجامعات وعمداء ووكلاء الكليات، فضلا عن الإبقاء على المجالس المحلية رغم العلم بأنها المصدر الرئيس للفساد في مصر"؛ متهمين فلول النظام السابق بالوقوف والضلوع خلف هذه المشكلات جميعها".

استرداد مصر مكانتها ودورها!
وفي تعليقه على الموضوع؛ يرى الخبير الاقتصادي؛ عبد الحافظ الصاوي؛ أن أهم الإيجابيات التي أحدثتها ثورة 25 يناير تتلخص في: "الإطاحة بكافة رموز الفساد في النظام السابق وتقديمهم للعدالة، وهو ما بعث الأمل من جديد في الشارع المصري، ووقف نهب ثروات مصر، وتعزيز روح الانتماء والشعور والرغبة في التغيير، والتفاؤل بأننا قادرون على إنجاز مستقبل مشرق"؛ مشيرًا إلى أن "الحراك السياسي، ومناخ الحرية؛ وفتح الباب لتأسيس الأحزاب السياسية، ووجود قانون أكثر مرونة بشأن عمل وإنشاء الأحزاب؛ هو أيضًا من الإيجابيات".
وقال الصاوي؛ في تصريحات خاصة لـ"إسلام ون لاين": "أيضا هناك إيجابيات ومكاسب حققتها الثورة على مستوى السياسة الخارجية المصرية، التي ظلت تعاني طوال الثلاثين عامًا الماضية؛ مما أفقد مصر كثيرًا من مكانتها ودورها الإقليميى"؛ موضحًا أن "الرأي العام يلحظ تغير واضح في لغة الخطاب في سياسة مصر الخارجية؛ فيما يخص الملف الفلسطيني؛ حيث تم إنجاز المصالحة بين فتح وحماس، وكذلك اللغة المستخدمة تجاه إيران والعلاقة معها، والحديث بلغة مصلحة مصر تجاه إسرائيل، مما يدل على أن المفاوض المصري أصبح له رؤية مستقلة، ولم يعد يستجدي رضا الغرب أو أمريكا؛ كما كان في السابق".

وعن أبرز السلبيات التي نجمت أو تلك التي لم تتغير بعد الثورة؛ يشير الصاوي إلى أن السلبيات التي ما زال يعاني منها المجتمع يمكن تحديدها في "الإحساس بغياب الأمن، وشيوع بعض حوادث السرقة هنا وهناك، وسلبية جهاز الشرطة في الحركة تجاه ضبط الأمن في الشارع وفي باقي أجهزة الدولة، وكذا عدم حزم وحسم الحكومة في بعض المسائل والقضايا العامة"؛ مشيرا إلى "تأخر حكومة الدكتور عصام شرف في تغيير بعض القيادات في الكثير من الأجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة، وتأخر صدور حركة المحافظين، والإبقاء على وجود رؤساء الجامعات وعمداء ووكلاء الكليات التابعين للتظام المخلوع في أماكنهم؛ على الرغم من المظاهرات والاعتصامات التي اندلعت في معظم بل جميع الجامعات مطالبة بإقالتهم".

ويضيف الصاوي: "ومن الأمور التي مازالت كما هي دون تغيير- أيضًا- أن القائمين على أمر الجهاز الإداري للدولة يتصرفون وكأن الثورة لم تحدث، فضلًا عن استمرار نفس المشكلات القديمة كما هي في قطاعات الخدمات؛ وفي مقدمتها: التعليم والصحة والمخابز ومستودعات البوتجاز"؛ مشيرًا إلى أن "الذي ساعد على هذا الأمر الإبقاء على المجالس المحلية، التي تعتبر أساس الفساد في مصر، حيث يوجود بها العديد من القيادات الفاسدة، والتي مثلت ندًا لاستمرار الجهاز الإداري والخدمي في أدائه السلبي، مما جعل المواطن لا يشعر بأن هناك أي تغيير، لذلك تسمع كثيرًا من رجل الشارع، في مصر عبارة (هو إيه اللي اتغير في البلد غير حسني مبارك؟!)".

فتح صفحات الفساد!
متفقة مع الصاوي؛ تعتبر الأديبة والشاعرة المصرية سمية رمضان أن "أجمل ما في الثورة أنها أظهرت المعدن الأصيل للمصري، الذهب الخالص، الذي كلما صهرته المحن أصبح أكثر نقاءً، فنسي كل من الأنا، وأصبح شعارنا نحن، وأصبح هدفنا مصر.. ولما اشتد الخناق، وانسحبت الشرطة، تضافرت كل الجهود لحماية مصر، وزادتنا المحنة تقاربا وألفة، بعد أن باعدت بيننا ضغوط الحياة".
وتابعت :"كما أظهرت الثورة مدى الوحدة الوطنية، بين نسيجي الأمة الواحد، من مسلمين ونصارى، فها هم المسلمون يحمون إخوانهم في قداس الأحد، والمسيحيون يحمون المسلمون في صلاة الجمعة، وصلاة الشهداء، ليس هذا فحسب، بل تجد أن المسلم مع المسيحي يدا واحدة في اللجان الشعبية، يجلسون معا طوال الليل يحمون البيوت والشوارع"؛ مضيفة "وها هي الثورة تفتح صفحات الفساد السوداء، ويحاكم كل من كان معول هدم في مقومات مصرنا الحبيبة".

وتقول سمية؛ في تصريحات خاصة لـ"إسلام ون لاين": "أما على المستوى الخارجي، فيكفي أن مصر استعادت مكانتها وقوتها، والدليل على ذلك، إتمام اتفاق المصالحة بين فتح وحماس؛ برعاية المخابرات العامة؛ وها هي إسرائيل ترتعد خيفة من تبعات الثورة، وتخشى على اتفاقية الغاز، وكذا اتفاقية السلام، كما خلقت الثورة نوعا من الصحوة داخل العالم العربي كله، فها هي الدول العربية تتعلم من تونس ثم من مصر الرفض للظلم وتهفوا نفوسها إلى الديمقراطية والوحدة".

وتستطرد سمية قائلة: "ومن أبرز إنجازات الثورة أيضا؛ أنها أوجدت لبعض التيارات المهمشة والمستبعدة من الحراك السياسي دورا، فمثلا ظهرت جماعة "الإخوان المسلمون" على الساحة، بعد أن كانت جماعة محظورة، فأصبحت محظوظة، وكذلك وحدت بين قوى المعارضة، تحت هدف واحد، وأصبح كل مصري يهتم بالأخبار، بل ويناقش ويحلل الأحداث، ويشارك ويتفاعل، فأصبح المجتمع المصري أكثر إيجابية"؛ مؤكدة على أن "المواطن المصري شعر أخيرًا – بعد الثورة – أن لصوته قيمة، بعد أن كان مسلوب الإرادة، يختار السلبية طريقًا له، وأصبح كل مصري اليوم فخور بمصريته، وارتفع الشعار الشهير الذي جادت به الثورة (ارفع راسك فوق.. انت مصري)".

لنتجاوز عنق الزجاجة
وتشير الأديبة سمية رمضان إلى "أننافي مصر – بعد الثورة- أصبحنا نتنسم عبير الحرية، وإن كنت أخشى أن تتجاوز الحرية حدودها فتتحول إلى فوضى، وهذا أشد ما أخشاه، وبخاصة بعد الأحداث المتتالية والانفلات الأمني، ولعلني أتسائل: من وراء كل هذه الأفعال؟! وهل هذه هي الفوضى الخلاقة، أو غير الخلاقة وغير الأخلاقية"؛ مذكرة بأن "الثورة نجحت، ولكن الثمن كان غاليا، أرواح أبنائنا، أغلى ما نملك، وهذا يجعلنا نوجه دعوة لأبناء هذه الوطن الذي صنع هذه الثورة البيضاء أن يحافظوا عليها، وبخاصة أن فلول النظام السابق متربصة بنا، تريد أن تنقض على إنجازات الثورة".
وتضيف سمية: "كل منا يستشعر أن هناك أيادٍ خفية تحرك الأحداث، وتستدرجنا إلى الفوضى، لتذهب بمكتسبات هذه الثورة المجيدة، لكننا لن نعود إلى الوراء، ولن نرجع ثانية إلى العهد البائد، فقد ذقنا طعم الحرية، وتنفسنا عبيرها، وسنضحي من أجل هذه الحرية بحياتنا"؛ مشيرة إلى أن "الإنجازات التي تحققت كثيرة، على المستوى السياسي والاجتماعي، ولكن مصر في عنق الزجاجة، ولن تخرج من عنق الزجاجة إلا بوحدتنا وتوحدنا وقوتنا وعزمنا وعملنا، مصر تحتاج لنا جميعا، فهيا نشمر عن سواعدنا لنبنيها من جديد، نحتاج إلى ثورة إنتاجية وثورة أخلاقية، نحتاج إلى تنحية المطالب الفئوية جانبا، حتى نتخطى هذه المرحلة الصعبة والعسيرة من مخاض الحرية والديمقراطية والنمو.. لنرى مصر الجديدة، بلا جهل، أو مرض، أو بطالة".

» يوميات ثورة 25 يناير
» ثورة 25 يناير ..ما لها وما عليها
» هتافات ترددت فى ثورة 25 يناير
» ثورة 25 يناير ضد 'النظام الهش' في مصر
» أسماء شهداء ثورة 25 يناير با لكامل