الكاريزما... صناعة ذاتية

هل عايشت موقفا يحتشد فيه جمع كبير من الناس في قاعة كبيرة وفجأة يدخل شخص يجذب انتباه الجميع? ما الذي يمتلكه هذا الشخص? لقد قضيت انت الليل بطوله تحفظ وتراجع بضعة أسطر ستقولها امام الجمهور وتأكدت ان شعرك مرتب وجذاءك لامع, واخذت تدرب نفسك في المرآة على الابتسام وترديد عبارات الترحيب بالحضور وعمل بروفة على المحاورات بينك وبين المشاهدين ومع هذا فكل العيون اتجهت نحو الشخص الذي اشرنا اليه! ان ما يملكه هو "الحضور" او الكاريزما وهي صفة موجودة في كل شخص منا لكن قلة هم من يحسنوا اظهار هذا "الحضور".
لاشك انه لا احد يريد ان يمر من دون ان يلتفت اليه احد وعندما نكتسب هذا الحضور او هذه الكاريزما فإننا سنحصل على ما نريد والسر هنا يكمن في كيفية تطوير "الحضور" حتى نتمكن من الذهاب الى اي مكان يعجبنا ونحصل على كل ما رغبنا فيه.

كيف يكون لك "حضور"?

اول ما يجب ان تتحقق منه هنا هو ان "الحضور" كيفية التعبير الحقيقي عن نفسك, اذا كنت قد حضرت فصولا للتمثيل فلابد انك درست التقنيات التي تساعدك على التغلب على التوتر والضغوط وكيف تطور حضورك والتأملات وسيلة عظيمة من خلال تقنيات الاسترخاء التي تخفف القلق الامر الاول الذي ينبغي ان تتفهمه هو الاسترخاء واخذ نفس عميق مع اغلاق عينيك في ركن هادئ خال من الازعاج والضوضاء حتى يكون هناك تركيز اثناء التنفس وابدأ في التركيز على عضلات وجهك وما الذي يمكن ان تفعله هذه العضلات وحرك حاجبيك للاسفل ليسترخيا وحتى تتجعد الشفتان وهكذا, ركز على اي نوع من التوتر وتخيل نفسك تخفف بالاكسجين من خلال تنفسك عن المنطقة المتوترة وواصل ذلك في كل مناطق جسمك حتى تسترخي بالكامل وعندما تفرغ من هذا العمل انظر الى نفسك في المرأة ولاحظ الفارق, هذه هي البداية لكي تعلم نفسك بنفسك فن الاسترخاء وهي الخطوة الاولى لتطوير "الحضور" والكاريزما ومن خلال هذه التقنية ستشعر بأنك اكثر هدوءا واسترخاء وشاعرا بالراحة وبغير توتر مع الاخرين وستفلح هذه الطريقة.

الأناقة

الحضور والكاريزما شقيقا الاناقة لابد ان تكون انيقا, ارتد الملابس التي تمنحك اطلالة مميزة ويكون لك اسلوبك الملحوظ في المظهر وكذلك في عنايتك بالمظهر الخارجي فهو جزء من الاناقة, فإذا كانت بشرتك بيضاء فلا بأس من بعض السمرة من الشمس ولما كان التعرض للشمس له مضاره الخطيرة يمكنك استعمال بعض الكريمات التي تمنحك البشرة الملوحة بالشمس من دون التعرض لأشعتها الملتهبة, ويمكن ان تستعين في ذلك بصالون احترافي يجيد هذه الانشطة.
من الضروري ان تكون واعيا بنفسك وقامتك يجب ان تكون مستوية ولاحظ مشيتك وطريقة وقوفك كل هذه الجوانب لابد ان تظهر فيها واثقا ومستريحا.
اما عن الابتسامة فيجب ان تكون طبيعية وحقيقية وباخلاص ومن دون تكلف فالابتسامة اداة هائلة يمكن ان تجتذب الاخرين وتحيطك بالاعجاب والتقدير.
كن ديبلوماسيا تشعر بالاخرين وعندما تتحدث تعي تماما ما تقول والاهم ان تعرف متى تتوقف عن الكلام وان يشعر الناس من حولك بالراحة ولكي يتحقق ذلك لابد ان يشعروا بأنهم متساوون معك.
الاتصال من خلال العين امر مهم للغاية حتى لا تبدو غير مهتم او لا تريد الاكتراث حافظ على نظرتك التي تشعر الاخرين باهميتهم عندما تتحدث معهم ومارس الاتصال المباشر بالعين والاسهل التركيز على العين اليسرى حتى لا تقفز عيناك من عين لاخرى.

الانطباع الاول

الانطباعات الاولى هي كل شيء تقريبا واي كان المستهدف رجلا او امرأة تريده ان يكون تابعا لك جسمانيا وعاطفيا وذهنيا وروحيا فالحضور هو ان تحضر بنفسك وعندما يكون الحضور هو ان تقدم نفسك ستتعلم كيف يكون لك حضور فستفتح عالما جديدا لنفسك فالحضور هو كيفية ادراك الاخرين لك عندما تتصل بهم وعندما تتعلم كيف يكون لك حضور وستتعلم "الكاريزما" الطبيعية الموجودة لديك, الحضور هو الخطوة الاولى ليكون لك كاريزما طبيعية وكل شخص يمتلك هذه الكاريزما ولكن لم يتعلم الجميع كيف يظهروا هذه الكاريزما.
الافراد بحاجة الى ان يتبينوا انه رغم ان الكاريزما قد لا تكون موجودة بشكل طبيعي الا انهم يملكونها وكل منا يولد وله كاريزما والحضور هو الذي يخرج الكاريزما والشخصية الكاريزمية الى النور صحيح ان هناك قيود في الحياة وعندما تطور الكاريزما الخاصة بك فإن القيود تختفي حيث تأخذك الكاريزما الى اماكن وتفتح امامك ابوابا لم تكن لتفتح بغيرها.
مارس كل ما يتعلق بالحضور, اجلس كل يوم للاسترخاء وركز على توترات الجسم وابدأ في التخلص منها بالنفس والتركيز واجعل الاكسجين يعالج المناطق التي يشتد فيها التوتر وسيختفي.
ابدأ بالانتباه للغة الجسم واعمل على التحسن الذاتي وخذ الوقت الكافي في تجديد دولاب ملابسك وعندما يصبح لديك الحضور وتصبح راقيا وانيقيا ستحصل على انتباه الاخرين واعجابهم, وستهتم بمختلف اجزاء جسمك مثل يديك وعينيك عندما تتحدث, وهل انت مستريح ومسترخ? او تبدو غير مستريح ومهموم تعلم هذا الفن ومارس فن التحسين الذاتي الذي يبدأ بتعلم الاسترخاء للتلاؤم مع المجتمع واطلاق الطاقات الايجابية مع الاخرين.
هناك شخص يدخل الى القاعة فيمتلئ المكان بالتوتر انه لا يملك ذلك النوع من الحضور الذي يجتذب الاخرين فالحضور الايجابي هو الفرد الذي يلحظه الجميع والذي يرغب كل منا ان يكون هذا الشخص سواء كان ذلك على مستوى العلاقات الشخصية او على مستوى الشركات والاعمال.
تعلمك لكيفية ان يكون لك حضور هو خطوة البداية وسرعان ما تشق طريقك نحو الكاريزما الفردية التي طالما اعجبت بها والان سيعجب بك الاخرون.